الجمعة، 23 سبتمبر 2016

جرائم الانترنت و الحاسوب الجزء الأول

يشهد العالم ثورة تكنولوجية لا مثيل لها ، و تعتبر ثورة الاتصالات المحرك الأساسي في التطورات الحادثة اليوم .
فلا يمر يوم إلا وهناك جديد في مجال التقنية ، فأجهزة الحاسوب في تطور مستمر وطاقات تخزين المعلومات على الذاكرات المحمولة تزداد كل يوم .
أضف إلى كل هذا  ، الانتشار المتزايد لشبكة الانترنت التي نراها اليوم تطوي المسافات جاعلة من العالم قرية صغيرة ، كما وفرت للناس من التواصل و تكوين صداقات جديدة و الترفيه و التعلم  ....
فلقد انتقل الناس من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي ، و لنا أن تصور حجم التفاعلات التي تتم في الواقع الافتراضي ، فعلى سبيل المثال أعجب بصورة اوباما و هو يحتضن زوجته 4 مليون على الفيسبوك  و نصف مليون مشاركة ، و حصدت صورة جندي و هو يودع ابنه الرضيع مليون إعجاب و 128000 مشاركة .
إلا أن الاستخدام المتزايد لهذه التقنيات لا يحمل دوما في طياته أثارا ايجابية حيث رافق هذا الاستخدام العديد من أوجه الاستغلال المتعسف المقترنة بسوء النية ، فتولدت عن هذه الاستخدامات الغير عقلانية جرائم سميت بجرائم الانترنت و الحاسوب . ولقد لقي الفقه صعوبة في وضع تعريف موحد لهذه الجرائم و ذلك ما تتسم به من خصائص غير تلك المعروفة في الجرائم الكلاسيكية .
فهناك من عرفها على أساس وسيلة ارتكاب الجريمة  ،  حيث يشترط وجوب ارتكابها بواسطة الحاسب الآلي     و البعض عرفها على أساس توافر المعرفة بتقنية المعلومات ، فلارتكابها لابد من ان تتوفر في المجرم الدراية   و المعرفة التقنية بتقنية الحاسبات الآلية ، و توجد طائفة أخرى ارتكزت في تعريفها على أساس موضوع الجريمة إذ يجب أن يكون الحاسب الآلي أو الانترنت      هما محلا الجريمة .

و من الخصائص التي تتميز بها جرائم الانترنت و الحاسوب :

اولا : هي جرائم مخفية و مستترة لان الضحية لا يراها رغم أنها تقع أثناء تواجده على الشبكة مثل التجسس و سرقة المعلومات  و البيانات .
ثانيا : سرعة التطور في ارتكابها و في أساليبها  حيث يرتبط هذا النوع من الجرائم ارتباطا وثيقا بالتطور السريع الذي نشهده اليوم في تكنولوجيا الاتصالات وتطور التقنيات المستخدمة وكل مرة تظهر برامج و تقنيات جديدة لاختراق الحواسيب و شبكات الانترنت و من أمثلة ذلك الميتاسبلويت ، الارميتاج ، النجرات
ثالثا : ما يميز هذا النوع من الجرائم أنها جرائم ليس فيها أثار للعنف و لا للدماء  ، كل ما تحتاجه هو القدرة على التعامل مع جهاز الحاسوب بطريقة تقنية
رابعا :جرائم عابرة للحدود : بمعنى انها لا تعترف بالحدود الجغرافية ، إذ غالبا ما يكون الجاني في بلد و الضحية في بلد أخر . 

اما الأسباب الدافعة لارتكاب الجرائم المعلوماتية :

- المتعة و التحدي و الرغبة في قهر النظام فغالبا ما يكون الدافع لدى مرتكبي الجرائم المعلوماتية هو الرغبة في إثبات الذات         و تحقيق الانتصار على الأنظمة المعلوماتية .
- هناك بعض الشباب الطائش وصغار السن يرتكبون هذه الجرائم من اجل الظهور في الإعلام و حصد التقدير من الناس .
- تعد الرغبة في تحقيق الثراء من العوامل الرئيسية لارتكاب الجريمة عبر الانترنت ، نظرا للربح الكبير الذي يمكن أن يحققه    هذا النوع من الأنشطة الإجرامية .
ونتج عن هذا النوع من الجرائم طائفة جديدة من المجرمين يختلفون عن مجرمين التقليدين 
فمجرم الانترنت و الحاسوب يتمتع بالذكاء و المهارة الكبيرة في التعامل مع النظام ألمعلوماتي و يتلاعب بالبرامج و المعلومات كيفما شاء
كما انه إنسان اجتماعي يحيا وسط المجتمع و يمارس أعماله في مجال المعلوماتية أو غيرها من المجالات وهذا عكس المجرم التقليدي الذي تجده دائما منعزل عن المجتمع أو تجد الناس ينفرون منه 
 و تجده دائما يخاف دوما من أن تنكشف جريمته و افتضاح أمره لما يترتب عن ذلك من ارتباك مالي وفقدان المركز الوظيفي     في كثير من الأحيان .


و حتى ينفذ المجرم جريمته لا بد عليه من ان يعتمد على عدة تقنيات متطورة و  تطورها هذا يزداد كل يوم 
فمن بين تقنيات التدمير الناعمة و التي تصيب النظام ألمعلوماتي بأضرار جسيمة يصعب تفاديها تبرز:



فيروسات الحاسب الآلي ، و من اهم الفيروسات التي تم رصدها في هذا المجال و التي سببت اضرار كبيرة ، فيروس حصان طروادة  ، و تكمن خطورة هذا البرنامج في كونه يتيح للمخترق أن يحصل على كلمة سر الجهاز و الدخول اليه بطريقة لا تثير   أي ريبة دون الإحساس بذلك .

برامج الدودة : فهي تصيب الحواسيب الموصولة بالشبكة بشكل أوتوماتيكي و تنتشر بشكل أوسع و أسرع في النظام ، لا تقوم بحذف أو تغيير الملفات ، بل تقوم بتهليك موارد الجهاز واستخدام الذاكرة بشكل فظيع ، مما يؤدي إلى بطء ملحوظ جدًا للجهاز .

القنابل : وهناك نوعين من القنابل :

القنابل المنطقية : يتم إدخال القنابل المنطقية بطريقة غير مشروعة ومخفية مع برامج أخرى كما أنها برامج تظل خاملة          إلى أن تتحقق لها بعض الشروط ، فتنفجر وتدمر الملفات الموجودة داخل جهاز الحاسوب .

القنبلة الزمنية : هي عكس القنابل المنطقية فهي تثير حدثا في لحظة زمنية محددة بالساعة و اليوم و السنة .



إذا كان هناك رابط لا يعمل يرجى ترك تعليق

إذا أعجبك الموضوع إعمل لايك و شاركه لتعم الفائدة و لدعم الموقع





ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة