فلا يمر يوم إلا وهناك جديد في مجال التقنية ، فأجهزة الحاسوب في تطور مستمر وطاقات تخزين المعلومات على الذاكرات المحمولة تزداد كل يوم .
أضف إلى كل هذا ، الانتشار المتزايد لشبكة الانترنت التي نراها اليوم تطوي المسافات جاعلة من العالم قرية صغيرة ، كما وفرت للناس من التواصل و تكوين صداقات جديدة و الترفيه و التعلم ....
فلقد انتقل الناس من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي ، و لنا أن تصور حجم التفاعلات التي تتم في الواقع الافتراضي ، فعلى سبيل المثال أعجب بصورة اوباما و هو يحتضن زوجته 4 مليون على الفيسبوك و نصف مليون مشاركة ، و حصدت صورة جندي و هو يودع ابنه الرضيع مليون إعجاب و 128000 مشاركة .
إلا أن الاستخدام المتزايد لهذه التقنيات لا يحمل دوما في طياته أثارا ايجابية حيث رافق هذا الاستخدام العديد من أوجه الاستغلال المتعسف المقترنة بسوء النية ، فتولدت عن هذه الاستخدامات الغير عقلانية جرائم سميت بجرائم الانترنت و الحاسوب . ولقد لقي الفقه صعوبة في وضع تعريف موحد لهذه الجرائم و ذلك ما تتسم به من خصائص غير تلك المعروفة في الجرائم الكلاسيكية .
فهناك من عرفها على أساس وسيلة ارتكاب الجريمة ، حيث يشترط وجوب ارتكابها بواسطة الحاسب الآلي و البعض عرفها على أساس توافر المعرفة بتقنية المعلومات ، فلارتكابها لابد من ان تتوفر في المجرم الدراية و المعرفة التقنية بتقنية الحاسبات الآلية ، و توجد طائفة أخرى ارتكزت في تعريفها على أساس موضوع الجريمة إذ يجب أن يكون الحاسب الآلي أو الانترنت هما محلا الجريمة .
و من الخصائص التي تتميز بها جرائم الانترنت و الحاسوب :
اولا : هي جرائم مخفية و مستترة لان الضحية لا يراها رغم أنها تقع أثناء تواجده على الشبكة مثل التجسس و سرقة المعلومات و البيانات .
ثانيا : سرعة التطور في ارتكابها و في أساليبها حيث يرتبط هذا النوع من الجرائم ارتباطا وثيقا بالتطور السريع الذي نشهده اليوم في تكنولوجيا الاتصالات وتطور التقنيات المستخدمة وكل مرة تظهر برامج و تقنيات جديدة لاختراق الحواسيب و شبكات الانترنت و من أمثلة ذلك الميتاسبلويت ، الارميتاج ، النجرات
ثالثا : ما يميز هذا النوع من الجرائم أنها جرائم ليس فيها أثار للعنف و لا للدماء ، كل ما تحتاجه هو القدرة على التعامل مع جهاز الحاسوب بطريقة تقنية
رابعا :جرائم عابرة للحدود : بمعنى انها لا تعترف بالحدود الجغرافية ، إذ غالبا ما يكون الجاني في بلد و الضحية في بلد أخر .
اما الأسباب الدافعة لارتكاب الجرائم المعلوماتية :
- المتعة و التحدي و الرغبة في قهر النظام فغالبا ما يكون الدافع لدى مرتكبي الجرائم المعلوماتية هو الرغبة في إثبات الذات و تحقيق الانتصار على الأنظمة المعلوماتية .
- هناك بعض الشباب الطائش وصغار السن يرتكبون هذه الجرائم من اجل الظهور في الإعلام و حصد التقدير من الناس .
- تعد الرغبة في تحقيق الثراء من العوامل الرئيسية لارتكاب الجريمة عبر الانترنت ، نظرا للربح الكبير الذي يمكن أن يحققه هذا النوع من الأنشطة الإجرامية .
ونتج عن هذا النوع من الجرائم طائفة جديدة من المجرمين يختلفون عن مجرمين التقليدين
فمجرم الانترنت و الحاسوب يتمتع بالذكاء و المهارة الكبيرة في التعامل مع النظام ألمعلوماتي و يتلاعب بالبرامج و المعلومات كيفما شاء
كما انه إنسان اجتماعي يحيا وسط المجتمع و يمارس أعماله في مجال المعلوماتية أو غيرها من المجالات وهذا عكس المجرم التقليدي الذي تجده دائما منعزل عن المجتمع أو تجد الناس ينفرون منه
و تجده دائما يخاف دوما من أن تنكشف جريمته و افتضاح أمره لما يترتب عن ذلك من ارتباك مالي وفقدان المركز الوظيفي في كثير من الأحيان .
و حتى ينفذ المجرم جريمته لا بد عليه من ان يعتمد على عدة تقنيات متطورة و تطورها هذا يزداد كل يوم
فمن بين تقنيات التدمير الناعمة و التي تصيب النظام ألمعلوماتي بأضرار جسيمة يصعب تفاديها تبرز:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق